الثلاثاء، 16 أبريل 2013

مقارنة توزيع الحقوق بين الكالتشيو والبريمر


بسم الله الرحمن الرحيم

عودة للتدوين .. كلامنا عن مقالة ترجمتها تدور حول مقارنة بين حقوق التوزيع بين الدوري الإيطالي والإنجليزي والفارق الكبير بين الإثنين من ناحية الإنصاف للجميع

توزيع الحقوق في الدوري الإيطالي تغيّر نهاية عام 2012 , قبل كذا كان النظام في إيطاليا غامض عكس الدوري الإنجليزي المتاح للجميع 

..



[ النموذج الإيطالي ]





أول شيء نلاحظه إن النظام في إيطاليا يحدد كل شيء قبل بداية الموسم بناءًا على المعلومات التاريخية عكس البريمير اللي يكون في نهاية الموسم 

مثل ما شفنا خمس عناصر أساسية تحدد التوزيع في الكالتشيو 





 Fixed Amount Element - المبلغ الثابث

مثل إنجلترا كل الأندية تتحصل على مبلغ ثابت , في إيطاليا المبلغ هو 15.2 مليون 


Supporters Index Element - عدد الجمهور

هذا المعيار يمثل 25% من المجموع العام للتوزيع .. وهو المعيار الأكثر إثارة للجدل والبعيد كل البعد عن الشفافية .. يتم بناءًا على ثلاث شركات إحصائية مختلفة , يتم إحصاء الشارع الإيطالي عمومًا للبحث عن المتابعين لكرة القدم الذين يمثلون 37.6 مليون إيطالي من 60 مليون , ثم يسألون عن ميولهم لأي نادي تحديدًا ، وهذا المعيار يحدث فارق كبير بين الأندية مثلًا يوفنتوس سيّد الطليان وتاج راسهم ونادي كوكب الأرض يأخذ 45 مليون مقارنة بسيينا 1.2 مليون فقط 




Town Population - عدد سكان المدينة

هذا المعيار يعتمد على عدد سكان المدينة التي ينتمي لها الفريق وكما هو متوقع يوفنتوس وتورينو سيأخذون نفس المبلغ .. المستفيد الأكبر من هذا المعيار أندية روما بـ 5 مليون , بينما سيينا وكييفو يأخذون 300 ألف فقط .. معيار لا يستطيع أي نادي أن يغيّر حصته منه نهائيًا


Last season performance - أداء الفريق في الموسم السابق

كما هو النظام في إنجلترا هناك مكأفاة أكثر للفرق التي تحقق مراكز أفضل , لكن هذا المعيار في إيطاليا لا يشكل سوى 5% من المجموع الكلي للحقوق , فإذا حقق نادي مركز أفضل من موسمه السابق سيحصل على مكآفأة بسيطة جدًا .. الفارق بين بطل الدوري والأخير 3.4 مليون فقط 


Last 5 seasons - أداء الفريق آخر 5 مواسم

15% من المجموع يذهب إلى هذا المعيار الذي يكافئ الفرق التي حققت مراكز جيّدة آخر خمس سنوات , صنع هذا المعيار فارق كبير بين الأندية , فقط أودينيزي من الأندية المتوسطة الذي إستفاد بسبب أدائهم الجيد وتأهلهم للأبطال مرتين في السنوات الخمس الماضية 


Historical Results Element - مراكز الفريق تاريخيًا 


10% تذهب إلى مراكز الفريق تاريخيًا في الكالتشيو من موسم 1946 ومجددًا الفرق الكبرى يوفنتوس وميلان أكثر المستفيدين , تورينو أيضًا بسبب تورينو العظيم في الأربعينات وأدائهم في السبعينات والثمانينات 

بالمجمل من الواضح أن الوضع في إيطاليا يعتمد على حالة النادي حاليًا مثلًا مكافأة يوفنتوس أكثر من تشيزينا أربع مرات .. جُل الحقوق تذهب للأندية الجماهيرية والأندية التي قدمت مواسم سابقة جيدة بمعنى أوضح تذهب للأندية الكبيرة مما يجعلنا نقول أنه من المستحيل أن يأتي نادي آخر يشارك الكبار القمة لسنوات طويلة قادمة .. أداء الموسم الماضي لا يؤثر كثيرًا على التزويع لذلك قد يقدم نادي متوسط موسم أو موسمين لكنه لن يستطيع الإكمال على المدى الطويل 


..



[ مقارنة توزيع الحقوق بين الكالتشيو والبريمر ]


مجمل المكافئات في إنجلترا تتفوق بنسبة 22% على إيطاليا لكن نلاحظ أن اليوفنتوس أكثر من السيتي وكذلك الحال بين ميلان والمان وتقريبًا المراكز من 3 إلى 6 متقاربين بشكل كبير ، الفارق يبدأ من المركز السابع .. المركز الأخير في البريمر يأخذ ضعف المركز الأخير في الكالتشيو 

النموذج يبدو أكثر عدلًا مقارنة بالإيطالي .. في إنجلترا الفرق بين المركز الأول والأخير 21 مليون ضعف 1.2 مرة , في إيطاليا 4 اضعاف بين الاول والاخير



..


[ النموذج الإنجليزي ]






Equal Share & Overseas TV - المبلغ الثابث

في إنجلترا كل الأندية تأخذ حصة متساوية في النقل التلفزيوني والمبلغ الثابث ( 32.6 ) مليون .. بعيدًا عن مراكزهم في الدوري أو نقل مبارياتهم على التلفاز 



Facility Fee - النقل المباشر

هذا المعيار يعتمد على ظهور مباريات الفريق مباشرةً على السكاي .. لا يوجد فارق كبير بين الأول والأخير فقط 7.5 مليون 


Merit Payment - أداء الفريق في الموسم السابق

هذا المعيار يعتمد على مركز النادي آخر الموسم .. الفرق بين الأول والأخير 14.4 مليون  بينما في إيطاليا هذا المعيار المحفز لا يشكل فارق كبير 3 مليون بين الأول والأخير 
سوانسي ربح 7.5 مليون بسبب تحقيقه للمركز 11 بينما في إيطاليا صاحب نفس المركز حقق 1.3 مليون فقط 

لاحظنا الفارق الكبير بين النموذجين وكيف يخدم النموذج الإيطالي الكبار فقط  بينما الإنجليزي يكافئ النادي المجتهد بإنصاف 


..


ماذا إذا جربنا النموذج الإيطالي على الأندية الإنجليزية ؟




خمسة من أول 6 مراكز يكسبون أكثر في النظام الإيطالي الإستثناء الوحيد هو السيتي بسبب قلة شعبيته مقارنة بالأندية الكبيرة .. المان والأرسنال يستفيدون أكثر بسبب قاعدتهم الجماهيرية الكبيرة في إنجلترا , أرسنال أيضًا يستفيد من نقطة المدينة الكبيرة لندن بالإضافة إلى مراكزه الجيّدة تاريخيًا 

في الطرف الآخر من الجدول بإستثناء أستون فيلا آخر 12 مركز يكسبون أقل في النظام الإيطالي .. أستون فيلا يستفيد بسبب جماهيرية النادي بالإضافة إلى المدينة الكبيرة التي يتواجد بها أيضًا بسبب مراكزه المقبولة تاريخيًا 

أكثر المتضررين سوانسي بخسارة 22 مليون مع مستوياتهم الرائعة آخر السنوات 

هناك بعض الحالات الشاذة في الجدول بسبب معيار المدينة , أغلب أندية لندن إستفادة من هذا البند حيث نرى كيو بي آر تحصل على 4.2 مليون أكثر من ليفربول ونيوكاسل 

النموذج الإيطالي قد يبدو مفضلًا لمشجعي المان والأرسنال , على المدى القريب قد يُكوّن لنا النموذج الإيطالي 5 أو 6 فرق إنجليزية منافسه لكن على المدى الطويل لن يبقى إلى المان والأرسنال فقط

..


ماذا إذا جربنا النموذج الإنجليزي على الأندية الإيطالية ؟




كما نلاحظ التأثير القوي يحدث بين الكبار فقط , فقط 5 فرق يتضررون من النموذج الإنجليزي بينما أندية مثل بارما أودينيزي كييفو ستتم مكافئتهم بسبب مراكزهم الجيدة آخر موسم

في النموذج الإنجليزي أقل نادي إيطاليا سيحقق 29 مليون مقارنة بـ 19.2 مليون سابقًا  وهذا الرقم يعني أن بيسكارا سيستفيد بنسبة 47% .. ونلاحظ أن الفجوة الكبيرة بين الأول والأخير تقصلت بشكل كبير 

المشكلة الوحيدة في هذا النظام هو Facility Payment element الذي سبق وذكرنا أنه يعتمد على بث مبارايات الفريق مباشرةً على السكاي  .. وتم إعتماد هذا المعيار في إنجلترا لثلاث أسباب : 

  1. مكأفاة الأندية الكبيرة بسبب كثرة الطلب على مشاهدتهم بشكل مباشرة
  2. مكأفاة الأندية التي تقدم مستويات رائعة في الموسم الحالي مما يعني طلب أكبر على مشاهدتهم
  3. لضمان إستفادة كل الفرق من هذا المعيار حيث يوجد شروط لبث مباريات كل فريق عدة مرات على الأقل سنويًا

المشكلة في إيطاليا كل المباريات  تنقل مباشرةً مما يعني أن هذا المعيار غير قابل للمقارنة بشكل مباشر ..  إذن إذا أراد الإتحاد الإيطالي تطبيق النموذج الإنجليزي عليهم أن يضعوه وفق نموذج مشابه مع إنصاف كل الأندية وإستفادتها من هذا المعيار 

نلاحظ أيضًا أن حقوق البث تشكل فارق كبير في المجموع الكلي , في إنجلترا يُدفع للأندية في معيار منفصل بواقع 376 مليون بينما في إيطاليا فقط 92 مليون تكون ضمن عدد الجمهور لكل فريق

على الرغم من أن معيار عدد الجمهور في إيطاليا غير منصف ويبدو مُسيّر لخدمة الكبار وللأسف  الأرجح أنه لن يتغيّر في السنوات القليلة القادمة .. في يونيو 2011 تسبب معيار عدد الجمهور في مشاكل بين الأندية الكبيرة وتم بعد ذلك في 2012 تغيير بعض الشروط فيه لكنه بقيَ خادمًا للكبار 

الدفع سابقًا كان أكثر عدلًا بسبب إعتماده على معدلات الحضور في الملعب لكن  قوة الأندية الكبيرة أجبرت الأندية الصغيرة والمتوسطة إلى الميل إلى قرار تصويت الشارع على ميولهم .. حصلت مناقشات حادة بعد القرار أن الأندية الكبيرة هددت الأندية الصغيرة في وضعهم في القائمة السوداء وعدم شراء أي لاعب منهم مستقبلًا 

نابولي كان من الأندية التي إمتنعت عن التصويت بسبب أنهم طلبوا أن يكون معيار الجماهير أكثر من 25% من المجموع ليستفيدوا منه بسبب شعبيتهم الكبيرة في الجنوب وبطبيعة الحال لم تستطع كبرى أندية الضغط عليهم 

من المثير للإهتمام النظر إلى تأثير هذا التوزيع على ملكية النادي : في إيطاليا نجاح الفريق في تحقيق مركز جيّد لا يمثل سوى 5% من المجموع العام للتوزيع  لذلك يحتاج من يريد أن يرأس نادي صغير أو متوسط إلى أموال كبيرة جدًا حتى يتكمن من الإستفادة مستقبًا 

أيضًا في إيطاليا المكافآت ليست فورية وتحتاج إلى وقت طويل بسبب معايير عدد الجماهير ومستوى الفريق آخر 5 سنوات بالإضافة إلى مراكز الفريق تاريخيًا بينما في إنجلترا المكافأت فورية بسبب معايير أداء الفريق في الموسم السابق وبث لقاءات الفريق بشكل مباشر مما يعني أن الأندية الإنجليزية تجذب الأثرياء أكثر من الأندية الإيطالية 

أخيرًا النظام الحالي في إيطاليا ينتهي في 2015 قد يتغيّر لكن الأرجح حتى الآن أن سطوة الاندية الكبيرة لا زالت قائمة , تغيير النظام في إيطاليا وإسبانيا أيضًا من مصلحة المشاهد بالدرجة الأولى وهذا ما نأمله

..


Caio


الأربعاء، 6 فبراير 2013

رونالدينهو يُبعث من جديد



. . رونالدينهو يُبعث من جديد .. 18 شهر للحلم الأخير . .


عندما تستضيف إنجلترا منتخب البرازيل مساء الأربعاء على ملعب الويمبلي التاريخي سنرى 90 ألف مشجع جاؤوا متلهفين لـ مشاهدة واحد من أعظم لاعبي البرازيل على مر التاريخ ينثر سحره الفريد وإبداعاته الخالدة مجددًا 

في الفترة ما بين 2005 إلى 2007 كان رونالدينيو شيء خارق للعادة , الأفضل على هذا الكوكب دون منازع .. لحظات عبقرية  لا تُنسى سطرها أمام أعيُننا بشكل أسبوعي مع البارسا والسيلساو

.. يمكننا القول أنه في عز توهجه كان الموهبة الأعظم على مدار تاريخ اللعبة ..

من يستطيع نسيان تلك اللحظات الخالدة .. هدفه الخارق ضد تشيلسي في الستامفورد بريدج في عام 2005 , ثنائيته الشهيرة ضد الريال وتصفيق جمهور الريال الذي لا يُنسى 

.. في كل لقاء كان يفعل أمور تجعلنا مذهولين مما نراه ..




مع نهاية عام 2007 بدأ مستوى الأسطورة ينخفض تدريجيًا .. حياته خارج المستطيل الأخضر أخذته بعيدًا عنّا وهو لا زال في السابعة والعشرين من عمره , ومع بروز مواهب مثل ميسي وإنيستا بات جليًا أن أيامه أصبحت معدودة في الكامب نو

مع قدوم غوارديولا بدأ عصر جديد في البارسا , بيب كان يريد فريق يلعب بروح عالية مع ضغط مكثف على الخصم الشيء الذي لا يجيده البرازيلي مع ملاحظة المدرب أن تأثير رونالدينهو كبير جدًا على شباب النادي الأمر الذي قد يجرفهم معه إلى الحياة الغير إنضباطيه خارج الملعب 

في صيف 2008 إنتقل إلى نادي ميلان الإيطالي , شاهدنا وقتها لمحات عبقرية لكنها كانت نادرة جدًا مقارنة بالسابق .. روني بعمر الثامنة والعشرين عام كأنه قد تجاوز الثلاثين بسنوات

مع بداية عام 2011 وقّع مع النادي البرازيلي الشهير فلامنغو في عقد مدته ثلاث أعوام , في نفس الفترة وجد نفسه خارج المنتخب الوطني البرازيلي .. في عمر الثلاثين بات واضحًا للجميع أنه لن يعود للمنتخب نهائيًا

تم إستدعاءه أواخر عام 2011 مع المدرب مانو مينيزيس متفائلين بمساهمته للمنتخب لكن لم يدم مع تشكيلة المنتخب طويلًا , أُقيل مانو في نوفمبر 2012 ليحل لويس فيلبي سوكلاري محله , المدرب الذي أحرز كأس العالم 2002 مع الساحر 

إنتقل الساحر إلى أتلتيكو مونير وهناك قدم مستوى رائع جدًا أعاد للبعض لمحات من روني المعهود وتم إختياره من تشكيلة العام في الدوري البرازيلي إلى جانب إشادات كبيرة جدًا من وسائل الإعلام البرازيلية والعالمية إجمالًا

تحسن مستواه الملحوظ أجبر المدرب سكولاري إلى إستدعائه إلى لقاء إنجلترا هذا الأسبوع , الجدير بالذكر أن المتبقي على نهائيات كأس العالم القادمة 18 شهر فقط ، الأمر الذي قد يكون حافز للساحر أن يحافظ على مستواه ويُحفّز الفريق على صنع المجد السادس للبرازيل الأمر الذي قد يكون نهاية مشوار رونالدينيو الدولي .. أو الكروي حتّى

يوم الأربعاء سيكون من الممتع أن نرى رونالدينهو القائد الان , الملهم للشباب في الفريق أمثال نيمار لوكاس وبقية المواهب الصاعدة .. تعودنا في السنوات الماضية أن نرى روني الشاب الحيوي الآن نريد روني المخضرم القائد الملهم و .. الساحر بطبيعة الحال 

يجب عليه أن يثبت لسكولاري أنه يستطيع أن يقود المنتخب في المونديال القادم , روني يمتلك 94 لقاء دولي مع 33 هدف نسبة ضخمة ورائعة ولكن كان بالإمكان أن تكون 130 تمثيل دولي إن لم ينخفض مستواه في 2007

ما حدث للساحر خلال السنوات القليلة الماضية أمر لا يصدق , بعد فترة طويلة بعيدًا عن الإعلام يعود لنا مجددًا .. إنه لشرف عظيم أن تشاهد رونالدينهو يلعب مجددًا بقميص السامبا 


For football’s sake, I hope he has an absolute blinder on Wednesday.


. .

التدوينة مترجمة من موقع إنجليزي .. مضيّع الرابط حاليًا إن لقيته حطيته 


السبت، 12 يناير 2013

مجر الخمسينات ، قصة لن يتذكرها إلا أبطالها

..    بسم الله الرحمن الرحيم    ..

مدونة جديدة بـ موضوع جديد 
هذه المرة الحديث عن منتخب أو جيل أسطوري لم يكن الحظ بجانبه فأصحب ممن ينطبق عليهم القول ( أبطال غير متوجين ) ..

سبب تسمية الموضوع بهذا الإسم هو أنه تقريبًا لا أحد منا يذكر هذا الجيل كثيرًا ، دائمًا نذكر الأبطال .. من النادر أن ترى أحد يُمجد هذا الفريق سِوى من عايشه وتمتع بما قدم .


[ المجر 1950 - 1956 ]

يُقال أنه أعظم جيل مر على كرة القدم .. حيث قدم كرة قدم ممتعة جميلة سابقة لزمنها بسنوات كبيرة إن صح التعبير



هذا الشخص هو المدرب العظيم وصاحب الفضل الأكبر على هذا الجيل الذهبي .. هو المدرب [ Gusztáv Sebes ] وهنا بعض ما قدم هذا الكبير لكرة القدم وكيف إستفاد منه الجميع فيما بعد 

- سيبس هو من أنشىء خطة ( 4-2-4 ) وهو من أعطى ( 3-2-3-2 ) مرونة عالية جدًا .. وقد أحدث عدة ثورات تكتيكية في ذلك العقد .
نستطيع أن نقول أن أفكار هذا المدرب هي بداية الكرة الشاملة الشهيرة التي إنفجرت مع الهولندين في السبيعينات .. 
- معه كانت أول فكرة للعب الكرات القصيرة بكثرة
- أقلم لاعبيه على اللعب بوظائف هجومية ودفاعية معًا واللعب في عدة مراكز وقد أحدثت هذه النقطة نقلة نوعية .
- من أوائل من إعتمد فكرة المهاجم الثاني SS أو المهاجم الوهمي كما يطلق عليه أحيانًا بشكل دائم
- بيلا غوتمان هو مجري سافر إلى البرازيل حاملا أفكار سيبس خصوصًا تشكيلة 4-2-4 التي طبقتها البرازيل في مونديال 1958 وأحرزت اللقب حينها .
- كانت أحد أفكار هذا العبقري أن يجلب إلى المنتخب لاعبين من نفس النادي لكي يسهل التجانس والتناغم فيما بينهم وفعلًا نجح وقام الإتحاد السوفيتي بإتباع خطواته وحققوا نجاحات كبيرة في الستينات أيضًا المنتخب الإنجليزي في عام 66 عندما حقق كأس العالم بنفس الفكر .
- أسلوبه في تمرين لاعبيه على لعب عدة مراكز فقد ترى بوشكاش رأس حربة ومن ثم على الجناح الأيسر أو المهاجم الثاني والمحور الدفاعي يصبح قلب دفاع وهكذا إلى أن إستخدمها رينوس ميتشيلز مؤسس الكرة الشاملة في السبعينات

يقول بوشكاش عن أسلوب لعب سيبس :

" عندما نهاجم فإن كل لاعب في الفريق يشارك في الهجمة ونفس الشيء عندما ندافع

تولى سيبس تدريب المنتخب في آواخر عام 1949 وبدأ في تطبيق أفكاره العبقرية وقتها 

[ تشكيلة الفريق ]



إعتمدت تشكيلة الفريق على 7 عناصر رئسية :

- بوشكاش أفضل لاعب مجري في التاريخ والهداف التاريخي للمنتخبات 84 هدف في 85 مباراة
  ثاني أفضل لاعب في تاريخ المجر الرأس الذهبية كوسيس 75 هدف في 68 مباراة
- قاذف الصواريخ ناندور هيديكوتي
- زولتان زيبور
- المعجزة أحد أفضل المحاور الدفاعية في التاريخ جوزيف بوزيك
- الحارس العملاق جروسيس
- أفضل مدافع في تاريخ المجر لورانت  


 خط الهجوم كان يتبادل الأدوار بسلاسة وتفاهم لا مثيل له بتحول بوشكاش إلى الجناح الأيسر والرأس الذهبية كوسيس إلى رأس الحربة وهكذا 

خط الدفاع أيضًا يقوم بالتقدم للوسط والمحور الدفاعي كان يعود إلى قلب الدفاع للتغطية وعلى هذا المنوال

- -

[ إستعراض سريع لـ مسيرة المجر خلال 6 سنوات ]


1950

فازت في 4 لقاءات وتعادلت في واحدة وخسرت في مبارة واحدة : سجلت 30 هدفاً وتلقت 11 هدف !


1951

فازت في ثلاثة مباريات كاملة ولم تخسر ولم تتعادل وسجلت 16 هدفاً وتلقت هدف وحيد فقط !

1952

فازت في 10 مباريات وتعادلت في مبارة وحيدة وانهزمت مرة واحدة سجلت 47 هدف وتلقت 9 أهداف فقط !

1953

فازت في خمسة مباريات وتعادلات في ثلاث وسجلت 25 هدفاً وتلقت 12 هدفاً !

1954

فازت في 12 مبارة وتعادلت في واحدة وانهزمت أمام ألمانيا في نهائي 1954 ,
سجلت 59 هدف وتلقت 17 !

1955

فازت في 10 مباريات وتعادلت في إثنتين وسجلت 53 هدفاً وتلقت 16 هدف فقط !

عام 1956 - سنة الإنحدار والضياع

فازت في 6 لقاءات وتعادلت في 2 وإنهزمت في 3 وكان لها 27 هدف وتلقت 20 !


=

بالمجموع خلال 6 سنوات : لعبوا 66 لقاء ; فازوا في 50 وتعادلوا 10 مرات وخسروا 6 لقاءات فقط .. سجلوا 257 هدف وإستقبلوا 86 هدف .

بمعدل 3.9 هدف كل لقاء .. معدل كبير جدًا 
أرقام إعجازية فعلًا 

- أبرز المحطات -


[ أولمبياد فنلندا 1952 ]

تمكن المجريون من إقتناص الذهبية بعدما فازوا على رومنيا وإيطاليا وتركيا والسويد ويوغسلافيا حيث سجلوا أرقام إعجازية بـ 20 هدف مقابل هدفين في المرمى فقط ! ..

[ مباراة القرن

من أطلق عليها هذا الإسم هم الإذاعة البيرطانية وقتها .. اللقاء كان في 25 نوفمبر من عام 1953 بين المجر وإنجلترا التي لم تهزم على أرضها من منتخب غير بيريطاني على الإطلاق , أقيمت المباراة في الويمبلي بحضور 105 آلاف مشجع بيريطاني لكن المجريون صنعوا التاريخ وهزموا الإنجليز لأول مرة في أرضهم بنتيجة ( 6 - 3 ) ..

[ المجر × بيرطانيا ]

قام الإنجليز بطلب إعادة اللقاء وبالفعل وافق المجريون وأقيم اللقاء في العاصمة المجرية بودابست بتاريخ 23 مايو عام 1954 قبل كأس العالم بثلاث أسابيع , ولم يحدث أي جديد حيث فازت المجر بنتيجة قوامها ( 7 - 1 ) ..


[ كأس العالم 1954 ]

هذه البطولة هي الأهم في تاريخ هذا الجيل والتي كان المجريون يُؤملون عليها بشكل كبير 

بدأت المجر مشوارها ضد كوريا الجنوبية وفازوا بنتيجة تاريخية من الصعب أن تتكرر 9 - 0 

بعدها وجهوا أقوى منتخبات البطولة المنتخب الألماني ليدُك المجريون شباك الألمان بثمانية أهداف مقابل ثلاثة

تخيلوا أن أقوى المنتخبات وقتها لم تستطع أن تصمد أمام قوة بوشكاش ورفاقه !!
ثمانية أهداف مع خروج بوشكاش مصابًا وإلا لكنا نتحدث عن 10 أهداف تقريبًا .

ومن ثم في ربع النهائي تواجهوا مع البرازيل وصيفة كأس العالم 1950 وبطلة 1958 , ولكن المجرين أيضًا أظهروا قوةً غير مسبوقة وضربوا السامبا بالأربعة في مباراة دموية لم يشارك فيها بوشكاش بسبب الإصابة وحصل رمي زجاجات ومشكلة كبيرة جدًا أثناء وبعد المباراة حتى أن الصحف البرازيل شككت في نزاهة الحكم حيث قالت أنه عاون الشيوعين .. بالمناسبة الحكم كتب في مذكراته لاحقًا أن المجر شيوعين والبرازيلين كاثوليكين في إشارة تلميحية لما حصل

بعدها لعبوا نصف النهائي ضد الأورغواي صاحبت الجيل الذهبي الذي حصد كأس العالم 1950 وأيضًا تمكنت المجر من الفوز بالأربعة مقابل هدفين

إلى هنا وصلت المجر إلى النهائي بعدما فازت في 4 لقاءات سجلت 25 هدف وإستقبلت 7 أهداف 

في الجهة المقابلة وصل الألمان أيضًا إلى النهائي بعدما فازوا في 3 لقاءات وهزموا مرة وحيدة سجلوا  15 هدف وإستقبلوا 10 أهدف !

[ النهائي التاريخي ]

قائد ألمانيا فريتز فالتر مع بوشكاش قائد المجر

في أول ثمان دقائق سجلت المجر هدفين .. الجميع شاهد المجر وهي تدك الألمان بثمانية في دور المجموعات فظن الجميع أن اللقاء إنتهى وربما يزيد المجريون الغلة , إستهتر المجريون لكنهم نسوا أن المستحيل ليس ألماني .. حدثت معجزة بيرن كما يسميها الألمان وتمكنوا من قلب النتجية ليتوجوا أبطال للعالم للمرة الأولى ويُحرم المنتخب الأجمل والأمتع والأقوى من التتويج بهذه البطولة التي فعلها كل شيء إلا أنه لم يتوفق في نهاية المطاف

أحد أسباب الخسارة هو خشونة الألمان في دور المجموعات حيث خرج بوشكاش وقتها مصابا ولم يشارك في لقاء البرزايل .. ويقال أنه ضل متأثرًا إلى نهاية البطولة

أيضًا يشاع عن تعاطي الألمان للمنشطات وقتها وقد قرأنا إعترافات ألمانية لا أعلم مدى صحتها ولكن المجريون إلى يومنا هذا لم ينسوا ما فعل الألمان وقتها


[ أرقام قياسية تاريخية ]

- منذ 4 يونيو 1950 إلى 9 فبراير 1956 فازت المجر 46 مباراة وتعادلت 7 مرات وخسرت مرة وحدة في نهائي المونديال ( 91% ) !
- المجر هي صاحب أعلى تنصيف نقاط من الفيفا حيث حصلت في عام 1954 بـ 2166 نقطة , برازيل 1962 ثانيًا بـ 2153 نقطة إسبانيا 2010 ثالثًا بـ 2140 .
- صاحبة أكثر عدد مباريات متتالية سجلت فيها هدف على الأقل : 73 مباراة .
- أكثر فريق في تاريخ كرة القدم أمضى سنوات دون خساراة : 4 سنوات وشهر ( 4 يونيو 1950 إلى 4 يوليو 1954 )
- تمتلك أعظم ثنائية في تاريخ المنتخبات بين بوشكاش و كوسيس حيث سجلا 159 هدف
- أفضل هداف في تاريخ المنتخبات بوشكاش 84 هدف
- 27 هدف في بطولة كأس عالم وحيدة , بالإضافة إلى معدل 5.4 في اللقاء الواحد بكأس العالم .. أيضًا فارق +17 في بطولة كأس عالم واحدة " كلها أرقام قياسية لم تحطم إلى يومنا هذا "
كوسيس أول لاعب يسجل هاتريكين في كأس عالم واحدة
- أول من هزموا الإتحاد السوفيتي العظيم في أرضه وبين جمهوره
- هذا الجيل فاز بجميع النتائج الممكنة من 1 إلى 12

أرقام مهولة جدًا ولو حقق هذا المنتخب كأس عالم وحيدة ربما كان قد يصُنف الأفضل في التاريخ .. منتخب جمع القوة والمتعة وأعطى دروسًا تكتيكية للأجيال القادمة إستفادت منها أغلب الأجيال إلى يومنا هذا


- -
كان ودّي أكتب عن هولندا السبعينات , برازيل 82 بما أنهم يتشاركون نفس الحظ مع المجر لكن الوقت ما ساعدني 

إن شاء الله إن كتبت عنهم مستقبلًا أدمج المواضيع مع بعض 

Caio


الأحد، 11 نوفمبر 2012

رونالدينهو .. عبقرية هدف !

بسم الله عليه نتوكل وبه نستعين

الأهداف في كرة القدم أشكال وألوان ، هدف جميل هدف رائع هدف مدهش هدف مُذهل هدف أسطوري هدف لا يتكرر هدف عبقري : مُعظمها بوجهة نظري الشخصية إجتمعت في هذا الهدف ، أحد أذكى الأهداف في تاريخ اللعبة .



بالرغم من أن برشلونة  تم إقصائه بطريقة غير شرعية بعد أن كانت النتيجة 3 - 2 لصالح البلوز والتي كانت كفيلة بتأهل البارسا إلى الربع نهائي من بطولة دوري الأبطال 2005 ، حيث قام كارفاليو بشد قميص فالديس ليتمكن جون تيري من إحراز الهدف الرابع ويتأهل البلوز , إعترف كارفاليو بعدها بما فعل وإعتذر حكم المباراة وقتها لويجي كولينا على إحتساب للهدف لكن .. طارت البلوز بأرزاقها .

أعتذر عن التشعب في الموضوع قليلًا , نعود إلا محور حديثنا بالرغم من أن برشلونة هُزم وأقصي وقتها إلا أن هذا الهدف يضل يحمل ذكرى جميلة في قلوب مشجعي برشلونة وعشاق كرة القدم الجميلة كذلك .


[ قصة الهدف ]

النتيجة الآن ( 3 - 1 ) لصالح تشيلسي ، كرة طويلة من وسط ملعب برشلونة إلى دفاع البلوز الذي شتتها بالرأس إلى رونالدينهو 

حاول غاوتشو أن يثبت الكرة بطريقة جميلة بواسطة الكعب , لم يتمكن من ترويضها بالشكل المطلوب لكن الشاب أندريس إنيستا تمكن من اللحاق بها ثم مررها إلى الساحر الذي كان يواجه ريكاردو كارفاليو أفضل مدافع في أوروبا وقتها بينما تحرك الدون إنيستا في محاولة إختراق دفاع البلوز




إنستا تمكن من الإختراق .. في هذه اللحظة كان بإمكان الدينهو أن يمرر إلى إنيستا الذي لم يكن متسللًا بأحد تمريراته العبقرية , شاهدوا 




لكن الساحر إختار التريث قليلًا , فأصبح يواجه 4 مدافعين أمامه بالإضافة إلى مضايقة لامبارد له من الخلف 




عندها قام الساحر برقصة برازيلية خفيفة زادت من متعة الهدف ثم قام .. لا أستطيع أن أسميها تسديدة ولا تُصنف كـ تمريرة , كأنه أصبح ساحرًا حقيقيًا وقتها ورماها بيديه دون أن نشاهده يفعلها ، لعبها بـ إحساس وتكنيك وسحر لا مثيل له على الإطلاق ; ركلها بذكاء ودهاء وعبقرية مباغتة تجاوزت كالرفاليو وتيري وهما مذهولين مشاهدين كما هو حالنا تمامًا 



كارفاليو لا زال ينظر إلى قدمي الساحر والكرة قد تجاوزته إلى المرمى ..

بيتر تشيك أيضًا لاحظوا أنه لم يلتفت إلى الكرة إلا وهي في حُضن شباكه , سألت نفسي كثيرًا كيف فعلها ؟ .. لم تكن تسديدة قوية لكي نقول من الصعب على الحارس والمدافعين أن يروها .. وهو بطبيعة الحال لم يلعبها بيديه لنرى تلك الدقة اللامتناهية لها ؛ توصلت في النهاية إلى أنه فعلًا ساحر .

- -

حكم تلك المباراة هو العملاق كولينا أحد أفضل الحكام على مدار التاريخ والذي رأى الآف الأهداف بشكل حي خلال مسيرته الطويلة يقول :  لقد كانت مباراةً رائعة برشلونة وتشلسي اقوياء دومًا ولكن في تلك المباراة شاهدت اجمل هدف في مسيرتي كلها .. لقد كان هدف رونالدينهو !

يضيف أيضًا : لقد كان هدفًا عبقريًا من الصعب ان يتكرر , لم يتوقع احد ان يسجل رونالدينهو بهذه الطريقة .

أيضًا العملاق بيتر تشيك صرح بعد تلك المباراة : لأكون صادقا في الهدف الثاني لم أرى الكرة حتى , رأيتها فقط عندما كانت بجاني .. لم تكن لدي الفرصة للإمساك بها .

يضيف قائلًا : إنها أذكى تسديده شاهدتها في حياتي ، لو كررها عشرون مره لن استطيع صدها !


قناة الدوري الإسباني وضعت قائمة أفضل 10 أهداف في تاريخ البارسا وصنفت هذا الهدف الثاني في قائمتها 


أيضًا صحيفة الموندو ديبورتيفو وضعت تصويت لأفضل 50 هدف في تاريخ النادي , هدف الساحر جاء في المركز العاشر .

- -

أختم بـ مُصادفة جميلة 

إنيستا هو من مرر الكرة إلى رونالدينهو في الجسر فـ شاهدنا أجمل هدف 
وهو أيضًا صاحب الغدارة الشهيرة في نفس الملعب



في الختام أعذروني على جودة الصور والفيديو , المباراة كانت في سنة 2005 صعب تلاقي صور واضحة كثيرة , وسلكوا أي أغلاط إملائية وغيرها الموضوع جت فكرته وكتبته في نص ساعة تقريبًا .


Caio



الأحد، 4 نوفمبر 2012

نحبك يا مارادونا .. لكنها إيطاليا !



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 






Maradona Napoli loves you , but Italy is our country



هذه العبارة هي ما ستدور حوله هذه المدونة ..

عن حادثة جميلة حصلت بين جمهور نابولي والأسطورة الخالدة دييغو آرماندو مارادونا تثبت مدى حبهم الجنوني له !

الموضوع يدور عن نصف نهائي كأس العالم 1990 الذي جمع بين المستضيف إيطاليا والضيف حامل لقب كأس العالم السابق الأرجنتين بقيادة مارادونا ، إلا هنا والأمور تبدو طبيعية لكن ما جعلها غير ذلك هو أن المباراة ستقام في السان باولو .. ملعب فريق نابولي الرهيب وقتها الواقع في مدينة مارادونا عاصمة الجنوب الإيطالي نابولي ! ..

هنا تكمن المشكلة الرئيسية .. جمهور نابولي أحب مارادونا كما لم يفعل أي فريق في تاريخ كرة القدم لأيٍ من نجومه , مارادونا الذي غيَر الكثير من النابوليين أسماء أولادهم إلا دييغو إحتفاءً وفخرًا به ، مارادونا الذي كان عندما يتدرب الفريق ويكون حاضرًا تشاهد 50 ألف مشجع في السان باولو .. مارادونا ومارادونا ومارادونا يكفي أن تعلم .. أن بعض جماهير نابولي تسمي مارادونا " الآلهة " لتعلم مدى حبهم وتقديسهم لهذا النجم الكبير .

كل الصحف والقنوات كان شغلها الشاغل مع من سيقف الجمهور الجنوبي النابولي .. شيء طبيعي أن يتبادر إلى ذهنك لماذا سيشجعون مارادونا عوضاً عن منتخب بلادهم ؟ .. حتى لو كانوا يحبونه إلى درجة الجنون لن تصل إلى التفضيل على الإنتماء والولاء الإيطالي ؟

في الحقيقة هو أن كثير من أهل الجنوب لا يحبون إيطاليا والسبب يعود إلى النظرة الدونية لهم من أهل الشمال , الكثير من أهل الشمال في ذلك الوقت يعتبرون النابوليين أجانب وعشوائيين .. يعتبرون نابولي بمن فيها " نكرة " ..

فعندما يذهب نابولي إلى أحد أندية الشمال نرى لافتات ترفع محتواها ( Benvenuti in Italia ) بما معناها " مرحباً بكم في إيطاليا ".. أيضاً في لقاء الإنتر ونابولي قبل سنتين تقريباً رفع جمهور الإنتر لافتة ( NAPOLI FOGAN D'ITALIA ) وتعني " نابولي مجاري إيطاليا " أعزكم الله .. وهنا أحد جماهير نابولي يرفع لافتة كتب عليها : هل أنت إيطالي ؟ لا أنا من نابولي .








أيضًا يجب أن ننوه إلى أن في تلك المرحلة كان الطليان يعتبرون الأرجنتين " غجر " وكان من النادر أن ترى أرجنتيني في إيطاليا بإستثناء مارادونا .. وأحد أكبر الأدلة على ذلك هو أنه في إفتتاحية مباريات الأرجنتين بالبطولة ضد الكاميرون في السان سيرو قام الجمهور الإيطالي بإستهجان النشيد الوطني الأرجنتيني وكانوا طوال التسعين دقيقة يطلقون صافرات الإستهجان ضد لاعبي التانجو واحتفلوا عندما حدثت المفاجئة وإنتصرت الكاميرون .. خرج بعدها مارادونا وقال :  أفضل شيء فعلته في تلك المباراة أني جعلت جمهور ميلان العنصري يشجع الأفارقة .. مع العلم أن الاوروبيين يكرهون الافارقة و لكني أرغمتهم على عشق القارة السمراء .. وإستمر الطليان في إستهجان لاعبي التانجو في جميع لقائاته .



في الجهة المقابلة كان المنتخب الإيطالي منتخب قوي جداً حيث وصل إلى الدور نصف النهائي بعدما إنتصر في جميع لقائاته الخمس وسجل 7 أهداف ولم تهتز شباكه إطلاقاً , منتخب كان يضم العملاق زينغا في حراس المرمى وكلاً من بريجومي وباريزي ومالديني وفيرارا في الدفاع بالإضافة باجيو ودونادوني وأنشيلوتي وثاني أفضل لاعب في أوروبا وقتها وهداف البطولة سكيلاتشي ..


بعد أنا وصل الفريقين إلى نصف النهائي بدأت التصريحات حيث حاول مارادونا تحريك مشاعر أبناء الجنوب حينما طلب منهم تشجيعه بقوله : " دائماً يعاملوننا نحن الجنوبيين على أننا أجانب , 364 يوم في السنة لسنا من إيطاليا ويريدوننا أن نصبح منهم في يوم واحد , بالنسبة لي أنا نابوليتانو 365 يوم " 

رد عليه سكيلاتشي قائلاً : ( ليس صحيح أن الإيطاليين يعاملون أهل نابولي على أنهم أجانب , إيطاليا واحدة ) ؛ وإستمر اللغط والتصريحات من جميع الأطراف .

جاءت لحظة المباراة والجميع في ترقب إلى أي جانب سيميل النابلويين .. الوالد يحدثني أنه ومن معه وقتها أجزموا أن الجمهور سيساند مارادونا .. بدأ النشيد الوطني الأرجنتيني على غير العادة لم يقم أحد بالإستهجان بل المدهش أن النابوليين قاموا بالترديد مع مارادونا ورفاقه إحترامًا وتقديرًا ..

وبعد أن إنتهى النشيد رفع جمهور نابولي اللافتة التاريخية الشهيرة 

 " Maradona, Nápoles te ama, pero Italia es nuestra patria "

" نابولي تُحبك يا مارادونا لكنها .. إيطاليا "

ولكن هذه اللافتة لم تمثل جميع الحضور .. لأن الكثير كان يهتف لدييغو طوال المباراة وعندما إنتصر التانجو في تلك المباراة صفق الجمهور ورددوا إسم مارادونا كثيراً ..

مارادونا فرحًا بعد هدف الأرجنتين الأول بأقدام كانيغا
        

إنتصر البطل وقتها وأبكى إيطاليا كُلها بإستثناء شِقها الجنوبي ولكنه في النهائي خسر بركلة جزاء ظالمة للألمان أبكت مارادونا وأفرحت الطليان كأن منتخهم من أحرز اللقب