الأحد، 4 نوفمبر 2012

نحبك يا مارادونا .. لكنها إيطاليا !



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 






Maradona Napoli loves you , but Italy is our country



هذه العبارة هي ما ستدور حوله هذه المدونة ..

عن حادثة جميلة حصلت بين جمهور نابولي والأسطورة الخالدة دييغو آرماندو مارادونا تثبت مدى حبهم الجنوني له !

الموضوع يدور عن نصف نهائي كأس العالم 1990 الذي جمع بين المستضيف إيطاليا والضيف حامل لقب كأس العالم السابق الأرجنتين بقيادة مارادونا ، إلا هنا والأمور تبدو طبيعية لكن ما جعلها غير ذلك هو أن المباراة ستقام في السان باولو .. ملعب فريق نابولي الرهيب وقتها الواقع في مدينة مارادونا عاصمة الجنوب الإيطالي نابولي ! ..

هنا تكمن المشكلة الرئيسية .. جمهور نابولي أحب مارادونا كما لم يفعل أي فريق في تاريخ كرة القدم لأيٍ من نجومه , مارادونا الذي غيَر الكثير من النابوليين أسماء أولادهم إلا دييغو إحتفاءً وفخرًا به ، مارادونا الذي كان عندما يتدرب الفريق ويكون حاضرًا تشاهد 50 ألف مشجع في السان باولو .. مارادونا ومارادونا ومارادونا يكفي أن تعلم .. أن بعض جماهير نابولي تسمي مارادونا " الآلهة " لتعلم مدى حبهم وتقديسهم لهذا النجم الكبير .

كل الصحف والقنوات كان شغلها الشاغل مع من سيقف الجمهور الجنوبي النابولي .. شيء طبيعي أن يتبادر إلى ذهنك لماذا سيشجعون مارادونا عوضاً عن منتخب بلادهم ؟ .. حتى لو كانوا يحبونه إلى درجة الجنون لن تصل إلى التفضيل على الإنتماء والولاء الإيطالي ؟

في الحقيقة هو أن كثير من أهل الجنوب لا يحبون إيطاليا والسبب يعود إلى النظرة الدونية لهم من أهل الشمال , الكثير من أهل الشمال في ذلك الوقت يعتبرون النابوليين أجانب وعشوائيين .. يعتبرون نابولي بمن فيها " نكرة " ..

فعندما يذهب نابولي إلى أحد أندية الشمال نرى لافتات ترفع محتواها ( Benvenuti in Italia ) بما معناها " مرحباً بكم في إيطاليا ".. أيضاً في لقاء الإنتر ونابولي قبل سنتين تقريباً رفع جمهور الإنتر لافتة ( NAPOLI FOGAN D'ITALIA ) وتعني " نابولي مجاري إيطاليا " أعزكم الله .. وهنا أحد جماهير نابولي يرفع لافتة كتب عليها : هل أنت إيطالي ؟ لا أنا من نابولي .








أيضًا يجب أن ننوه إلى أن في تلك المرحلة كان الطليان يعتبرون الأرجنتين " غجر " وكان من النادر أن ترى أرجنتيني في إيطاليا بإستثناء مارادونا .. وأحد أكبر الأدلة على ذلك هو أنه في إفتتاحية مباريات الأرجنتين بالبطولة ضد الكاميرون في السان سيرو قام الجمهور الإيطالي بإستهجان النشيد الوطني الأرجنتيني وكانوا طوال التسعين دقيقة يطلقون صافرات الإستهجان ضد لاعبي التانجو واحتفلوا عندما حدثت المفاجئة وإنتصرت الكاميرون .. خرج بعدها مارادونا وقال :  أفضل شيء فعلته في تلك المباراة أني جعلت جمهور ميلان العنصري يشجع الأفارقة .. مع العلم أن الاوروبيين يكرهون الافارقة و لكني أرغمتهم على عشق القارة السمراء .. وإستمر الطليان في إستهجان لاعبي التانجو في جميع لقائاته .



في الجهة المقابلة كان المنتخب الإيطالي منتخب قوي جداً حيث وصل إلى الدور نصف النهائي بعدما إنتصر في جميع لقائاته الخمس وسجل 7 أهداف ولم تهتز شباكه إطلاقاً , منتخب كان يضم العملاق زينغا في حراس المرمى وكلاً من بريجومي وباريزي ومالديني وفيرارا في الدفاع بالإضافة باجيو ودونادوني وأنشيلوتي وثاني أفضل لاعب في أوروبا وقتها وهداف البطولة سكيلاتشي ..


بعد أنا وصل الفريقين إلى نصف النهائي بدأت التصريحات حيث حاول مارادونا تحريك مشاعر أبناء الجنوب حينما طلب منهم تشجيعه بقوله : " دائماً يعاملوننا نحن الجنوبيين على أننا أجانب , 364 يوم في السنة لسنا من إيطاليا ويريدوننا أن نصبح منهم في يوم واحد , بالنسبة لي أنا نابوليتانو 365 يوم " 

رد عليه سكيلاتشي قائلاً : ( ليس صحيح أن الإيطاليين يعاملون أهل نابولي على أنهم أجانب , إيطاليا واحدة ) ؛ وإستمر اللغط والتصريحات من جميع الأطراف .

جاءت لحظة المباراة والجميع في ترقب إلى أي جانب سيميل النابلويين .. الوالد يحدثني أنه ومن معه وقتها أجزموا أن الجمهور سيساند مارادونا .. بدأ النشيد الوطني الأرجنتيني على غير العادة لم يقم أحد بالإستهجان بل المدهش أن النابوليين قاموا بالترديد مع مارادونا ورفاقه إحترامًا وتقديرًا ..

وبعد أن إنتهى النشيد رفع جمهور نابولي اللافتة التاريخية الشهيرة 

 " Maradona, Nápoles te ama, pero Italia es nuestra patria "

" نابولي تُحبك يا مارادونا لكنها .. إيطاليا "

ولكن هذه اللافتة لم تمثل جميع الحضور .. لأن الكثير كان يهتف لدييغو طوال المباراة وعندما إنتصر التانجو في تلك المباراة صفق الجمهور ورددوا إسم مارادونا كثيراً ..

مارادونا فرحًا بعد هدف الأرجنتين الأول بأقدام كانيغا
        

إنتصر البطل وقتها وأبكى إيطاليا كُلها بإستثناء شِقها الجنوبي ولكنه في النهائي خسر بركلة جزاء ظالمة للألمان أبكت مارادونا وأفرحت الطليان كأن منتخهم من أحرز اللقب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق